(انا وبنت الشارع)
كانت هناك بنت فى منتهى الجمال وان كان جمالها يداريه بهدلتها بالشارع تنام بجانب صندوق قمامه وكنت أراها دائما عند ذهابى وايابى لمكتبي وكان يسيطر على تفكيري أمرا تجاهها ولكن كنت أعود وأحدث نفسي لا ما ينفعش دى مهما كان بنت متشرده وتربية شوارع ولكن فى اثناء عودتى فى احد المرات وقفت بسيارتى أمامها وقولت لها اتحتاجين مساعده قالت لى لا شكرا فأعطيتها بعض المال فأخذتها وتركتني وذهبت لاحد المطاعم القريبه واشترت طعام كأنها كانت ستموت جوعا وعادت مكانها وظلت تاكل بشراها كأنها لم تأكل منذ أن ولدت وتأملت ملامحها من قريب فمن الواضح عليها جمالها الرباني وحاولت ان اتكلم معها ولكنها انشغلت بالطعام قتركتها وذهبت وزاد تفكيري اتجاهها يزداد فعودت لها فى اليوم التالى قبل ذهابى للمكتب ولكن ركنت سيارتى وجلست بالقرب منها وقولت لها انتى ايه حكايتك وليه قاعده كده وكنت جايب لها اكل معايا ادتهولها اخدته وقعدت تاكل وبعد ان انتهت من الاكل قالت نصيبي فقولت ليها نصيبك ازاى يعنى احكيلى فقالت لى انا فتحت عينى على الدنيا لقتني عايشه مع ست عجوزه وهى اللى ربتني ومعرفش ليا اب ولا ام ولما كبرت وابدعت افهم ان كل إنسان لازم يكون له اب وام بقيت اسأل العجوز عن امى وأبى قالت لى أنها متعرفش عنهم حاجه وانها وجدتني فى أحد الليالى ملفوفه وموضوعه أمام منزلى صحبتى عليا ودخلتك عندى وقولت اخليكى معايا لحد ما حد يسأل عليكى ولما ماحدش سأل بقيت الف بيكى واسأل اهل المنطقه بس ما فيش فايده ماحدش اتعرف عليكى وأهل المنطقه شاروا عليه انك تفضلى معايا وخصوصا انى عايشه لوحدى بعد ما اولادى اتجوزوا وسبونى ومابيسالوش عنى وفضلت معاها وبعد ماكانت هيا اللى مراعيانى كبرت هى والمرض جعلها طريحت الفراش وبقيت انا رغم صغر سنى اللى بقيت مراعياها وبعمل ليها كل حاجه وقايمه بكل احتياجاتها لحد ما في بقومها الصبح عشان اعطيها الدواء لقتها ما بتردش عليا قاعدت جنبها ابكي ومش عارفه اعمل ايه واخر اليوم خبطت على جيرانه وقولتلهم دخلوا معايا يشوفوها قالوا لى أنها ماتت وبلغوا أولادها وجم أولادها واول حاجه عملوها بعد ما دفنوها انهم طردونى من الشقه وبعوها ورمونى فى الشارع وملقتش مكان اعيش فيه او حد يتحملني من الجيران بقيت امشي فى الشارع مش عارفه اعمل لحد ما قاعدت هنا وربنا بيرزقنى فقولت ليها طب وليه مافكرتيش تشتغلى قالت حاولت كتير بس كل واحد يطلب أوراق ليا وانا ماعنديش اى ورق يخاف منى ويمشينى وفيه اللى بيبقى طمعان فيا كنت بسيبه وامشي وانت بقى ايه اللى مخليك مهتم لامرى كده اوعى يكون فى مخك حاجه كده ولا كده ناحيتي فقولت لا طبعا دا انا حتى مبسوط انك رغم الظروف اللى بتمري بيها دى لسه محافظه على نفسك فقالت البركه فى الست العجوز اللى ربتني عرفتنى معنى الشرف واهميته وكمان انا مش عاوزه اجيب للدنيا طفل دون هويه يعيش مأساتى اللى عيشاها الله يسامحهم بقى اللى جابونى للدنيا دى ورمونى ان كانوا ماتوا ولا لسه عايشين وجبونى ونسيونى عشان لذه خمس دقايق عشوها فى حياتهم خلونى اعانى انا حياه كامله تفتكر واحده مرت بالظروف دى من السهل تسلم نفسها كده حتى لو هتموت من الجوع فقولت لا طبعا بس تعرفى انتى انسب واحده للموضوع اللى فى بالى فقالت موضوع ايه فقولت لها هقولك لما ارجع من المكتب هدى عليكى عشان اتأخرت جدا على مواعيدى سلام دلوقتى واخرجت مبلغ من المال وادتهلولها ومشيت وطول ما انا فى المكتب بالى مشغول بامرها
وهل تصلح ان ادخلها بيتى واامنها عليه وعلى والدتى وهى من غير اصل ولا فصل ومعهاش اى أوراق بس الأمر بالنسبه لى مافهوش اختيار ماهو محدش عادى راضي بظروفى واكيد واحده عاشت الظروف دى هتقبل الأمر وهو اكيد هيكون افضل من نومها وعشيتها فى الشارع هحكيلكم حكايتى انا عشان تفهموا انا اقصد ايه انا أسمى احمد وعيت على الدنيا وانا اعيش مع امى التى عقلها لم يكبر معها اى أنها مازالت حتى الان بعقل طفل بمعنى الكلمه وجدتى التى كانت تربيني وتعتنى بي انا وامى وقد حكت لى جدتى قصة زواج امى قبل أن تموت وقالت لى امك ولدت بعيب خلقي فى عقلها وظل عقلها عقل طفل صغير لم يبلغ عامين رغم أنها ولدت بجمال سبحان الخالق الوهاب جمال لا يوصف وبعدها لم انجب أطفال اخرين لان لم يحدث لى حمل بعدها ونحن لم نذهب كثيرا إلى أطباء بحثا عن السبب عدم الحمل وسكتنا انا وجدك بعد أكثر من محاوله خوفا ان يحدث حمل مره اخرى و يكونوا مثلها ولما كبرت ووالدها كان نفسه يشوفها عروسه زى كل البنات ولأن معندناش غيرها كان فى شب شغال عنده لمح أمامه ان من يتزوج ابنته سوف يمسكه كل اعماله وانه سوف يكتب له ثروته بعد موته فطمع هذا الشاب فى ذلك وجاء لجدك وطلب يديها رغم انه يعرف حالتها العقليه وبعد ان تزوجوا حدث لجدك خسائر متتاليه نتيجه لتغيرات غريبه حدثت فى السوق وافلس جدك وسأت حالته الصحيه لعدم تحمله هذه الأذمه فعندما علم والدك بأفلاس جدك طلق امك وتركها وبعدها مات جدك وظلت امك معى وبعدها بشهر تعبت امك وذهبت بها للطبيب فاخبرني بحملها بك ووقف بجانبى وقتها احد العاملين مع جدك الذى كان يعمل معه منذ بداية عمله وظل بجانبى حتى أنهى معى إجراءات الميراث ووقف جانبى حتى دار لى العمل فى نفس المجال ولكن على نطاق أضيق كثيرا ولكن كان كافى بأن يسترنا وبعدها توفت جدتى وظل هذا العامل الوفي يدير اعمالى بعد ان كتبت جدتى فى وصيتها ان يكون هو الواصي علي لان ليس لنا احد اخر وظللت انا من صغري متحمل مسؤلية والدتى فأنا من ااكلها والبسها واحميها وادخلها الحمام والبسها بامبرز طوال غيابى عنها واغيره لها وقد أجدها قدخلعت البامبرز ودهولت نفسها به لما به من فضلاتها وقد تظل تضع يديها فى فمها بعد الاكل فتستفرغ الطعام مره أخرى وقد تضر نفسها باى اله حاده او تضر من معها او بالكهرباء فهى حملها كبير وخطير لا يتحمله احد غيري لانى ابنها فلم تتحملها اى خادمه فكل ما أحضر لها خادمه او جليسه لم تتحمل تصرفاتها اسبوع وتتركها لى وقد تركتها اخر خادمه لى منذ اسبوع وجلست بجانبها ولكن اعمالى لم تتحمل جلوسي بجانبها طوال الوقت ولا أستطيع أن أضعها فى اى مكان لانى اخاف عليها وان لا يهتموا بها وانا لا اطيق عليها الهوا فأنا مهما كان جزء منها وهى امى وانا اعطيها منوم بسيط لتنام أطول فتره اثناء غيابى عنها واوصى جارتنا تذهب تجلس بالشقه معها لتكون معها لو صحيت لا تأخذ بالها منها حتى أعود حتى أجد أحدا يجلس معها ويتحملها بس لحد امتى هفضل على الحال ده وظللت فى خيره من امرى حتى رأيت هذه الفتاه التى تنام بالشارع ومن وقتها خطر ببالي ان تبادل المنفعه حيث أنها تعيش معنا بالمنزل بدل نومها بالشارع وتاكل وتشرب معنا ويكون لها راتب شهرى مقابل ان تكون مسؤله عن والدتى من كافة شيء وعن البيت كله اوعوا يكون جه فى بالكم حاجه تانيه كده ولا كده المهم انا حبيت اطمنها ليا وعشان كده عديت عليها اكتر من مره واتكلمت معاها عشان منها تطمن لى ومنها اعرف طبعها واصلها وأعطى لنفسي فرصه افكر وانا قررت أن اروح ليها دلوقتى وافاتحها فى الموضوع تفتكروا هتقبل ولا هترفض ولا مش هتتحمل هى كمان ولا هتخاف تيجى معايا اصلا .تابع. الجزء الثانى
تم
ردحذفتم
ردحذف