ليه مش انا

  


انا مى ترعرعت فى هذه الدنيا ليس لى الا امى وصديقتى ووالدها وكنا من كثرت حبنا لبعصنا تمنينا كثيرا ان تتزوج والدتى من والد صديقتى ولكن لم يشاء الله حتى كبرنا وماتوا وتركونا فى هذه الدنيا وحدنا انا وصديقتى  ليس لنا فى هذه الدنيا الا بعضنا وكنا اكثر من الاخوات فلا نفعل شىء الا معا وبمشورة بعضنا لبعض وكنت لا احس بالوحده فى وجودها حتى اتى اليوم الذى كنت اتناسى انه قد ياتى فقد تقدم احد لخطوبتها ووافقت وتمت الخطوبه وبدات حياتها الجديده التى شغلتها عنى كثيرا وهذا ما لم اتعود عليه واصبحت لا اراها كثيرا وتكلمنى من ان لاخر لتحكى لى عن مواقف تحدث بينها وبين خطيبها وبدات تدب فى قلبى الغيره فانا لم يتقدم لى احد وهى سوف تتزوج وتتركنى وحيده فى هذه الدنيا ولكن كتمت امرى فى نفسى وقولت بينى وبين نفسى دى صديقتى الوحيده يجب ان افرح لها واتمنى لها الخير ومرت الايام ولم افقد الامل فى الارتباط ولكن لم يشاء الله لى ذلك وظللت وحدى دون ارتباط او شريك لى فى هذه الدنيا وتزوجت صديقتى وانجبت ثلاث اطفال كنت احبهم وكنت افرح لها كل مره تنجب بها ولكن طبيعتى البشريه جعلتنى اقول بينى وبين نفسى اشمعنا انا ليه ميكنش لى اولاد يونسونى فى دنياتى ويكونوا سندى عند كبر سنى وعدم قدرتى على خدمت نفسى ومرت الايام وانا فى وحدتى وقد انشغلت كثيرا صديقتى عنى حتى يوما اتصلت على صديقتى وهى تبكى وتصرخ الحقينى يا مى جوزى عمل حدثه ومات لسه مبلغنى بالتليفون وانا مشعارفه اعمل ايه انا تايها فقولت لها انا جيالك حالا ونزلت مسرعه ذاهبا اليها وعندما وصلت فتح لى اكبراطفالها وقال لى ماما واقعه فى الارض ومابتردش عليا فدخلت مسرعه فوجدتها مغشى عليها فحاولت افاقتها ولكن لم استطع فاستنجدت بجارتها واخذنها الى اقرب مستشفى وهناك اتصدمت الصدمه الكبرى التى غيرت مجرى حياتى كله

 فقد خرج الطبيب وقال لى هى المدام كانت بتشتكى من صداع متكرر فقولت له ايوه فكانت دائما تشتكى من صداع كثيرا وكنت كلما قولت لها روحى اكشفى على الموضوع ده تقول لى دا مجرد صداع وانا باخد مسكن وبيروح بعد فتره متكبريش الموضوع فقال لى احنا شكين ان فى ورم على المخ عندها وهنعمل بعض الاشاعات والتحليل والفحوصات عشان نتطمن فانصدمت مما قال ولم ارد عليه وجلست وانا غير مصدقه لما قال وتركنى الطبيب وذهب فدخلت اليها وهى قد افاقت ولكن فى حاله لا يرسى لها فقالت وهى تبكى زوجى مات وسبنى لوحدى انا وعيالى وانا لست معها ولكنى افكر فما قال الطبيب لى واقول بينى وبين نفسى ربنا يستر ويارب يكون شك الطبيب فى غير محله لما هي شايله هم اطفالها وهى معاهم امال لو عرفت اللى الطبيب قاله لى فحاولت ان امسك نفسى وقولت لها شدى حيلك وتماسكى عشان خاطر اولادك وعلى فكره زملاء زوجيك فى الشغل حضروا لما عرفوا حالتك وبيخلصوا اجرات دفن زوجك فحاولت القيام وهى تقول انا هروحلهم انا عايزه اشوفه قبل ما يدفنوه ولكنها سقطت مرة اخرى فقالت انا مالى فلم ارد عليها وقولت لها ارتاحى انت اعصابك تعبانه فجلست وهى تبكى فدخل عليها اطفالها فكانوا مع جارتها بالخارج فاخذتهم فى حضنها وظلت تبكى فظللت ابكى انا ايضا ولكن ليس لنفس السبب ولكنى ابكى عليها وعلى حال اطفالها ان توفت وتركتهم وخرجت. وبعد ايام اكد لى الطبيب امر مرضها بورم فى المخ وتاخر الحاله وقال سوف نضطر ان نخبرها لاننا يجب ان نقوم لها بعمليه نسبه نجاحها قليله ولكن لا بد من عملها حتى لا تموت ودخل الطبيب عليها ليخبرها فلم استطع الدخول معه فبعد ان خرج قال لى انها تريدك فدخلت عليها وقد اصفر وجهها وتبكى وتقول لى اولادى اولادى امانه فى رقبتك انا الطبيب قال لى كل حاجه وانا حاسه انى مش هطلع من غرفة العمليات فقولت لها متقوليش كده ان شاء الله هتنجح العمليه وتربى اولادك بنفسك فقالت لى امانه عليكى ابوس ايدك اوعيدينى انك متتخليش عن اولادى مهما حدث فبكيت وقولت لها اولادك هما اولادى متخفيش عليهم وربنا يقومك بالسلامه فقالت لى اوعدينى فقولت لها اوعدك اطمنى وجاء وقت العمليه وكلنا ننتظر بالخارج انا واطفالها والنار مشتعله فى قلبى من كثرة الخوف حتى خرج علينا الطبيب وقال لنا البقاء لله فبكيت وعندما راونى اطفالها ابكى قالوا مالك وماما فين احنا عاوزينها فلم استطع ان ارد عليهم 


فماذا اقول لهم  ااقول لهم ان والديهم ماتوا ولن يروهم مره اخرى وانا اصبحنا ليس لدينا الا بعضنا الان ماذا اقول فاخذتهم دون ان ارد عليهم وذهبت الى شقتى وقد سلمت والدتهم لى مفتاح شقتها واخبرتنى عن اماكن اوراق اولادها وكل مايخصهم فهى كانت حاسه انها لن تخرج من غرفة العمليات وجلست على سرير واخدتهم فى حضنى وظللت انظر اليهم وافكر فى ما مضى وقولى اشمعنا انا وها انا الان بين يدى ثلاث اطفال واجب عليا رعايتهم وتربيتهم والحفاظ عليهم وقولت الله له فى ذلك حكم وظل الاطفال يبكون على والديهم حتى ناموا فاخذتهم فى حضنى ونمت ومرت الايام وافهمتهم ان والديهم عند ربهم فى الجنه وسوف نذهب اليهم ولكن ليس الان وبداو يتعودون الامر واعتبرتهم اولادى وظللت ابحث عن عمل اخر يكون الاجر به اعلى مما كنت فيه حيث ان المصاريف زادت الان او  ان ااجر شقتى ونجلس فى شقة  والدتهم حتى استطيع ان انفق عليهم ولكن لم اجد عمل اخر ولكن وفقنى الله فى ان ااجر شقتى وانتقلنا للعيش فى شقتهم ومرت الايام وبداؤا يكبروا امام عينى وكانهم اولادى حتى يوم تعرفت على شاب جار لنا وكان شب محترم ووسيم وميسور الحال و لكنه كان متزوج ومطلق ولديه اولاد يعيشون مع طليقته وتطورت العلاقه بيننا الى حب وجاءنى وطلبنى للزواج ولكن بشرط ان الاولاد لا يعيشوا معنا فهو يريد ان ينجب منى اطفالا ولا يريد تربية اولاد غير اولاده فرفضت وقولت له هذا مستحيل لن اتخلى عن هذه الاولاد مهما حدث ان كنت تريدنى فهم معى ولن اتركهم فذهب وتركنى وانا ظللت فى غرفتى افكر فيما قال واقول لنفسى طب وبعدين انتى كنتى مستنيه امر الزواج وانجاب الاطفال ده على فارغ الصبر وادى الفرصه جتلك طب هتعملى ايه هتضحى بحياتك ومستقبلك وان يكون ليكى ابن من دمك ولحمك وان ممكن الامر ده ميتكررش تانى وخصوصا ان سنى مبقاش يسمح بفرص تانيه ولا اعتبر الاولاد دول دنيتى ومخلفش وعدى لامهم وصديقة العمر فظللت ابكى لحيرتى فما كنت انتظره طوال حياتى قد اتانى ودق بابى ولكن تغير الحال واصبح امرى ليس بيدى وظللت فى حيرتى لا ادرى ما افعل 

وبعد تفكير طويل قررت ان انهى امر ارتباطى به وان اتفرغ الى تربية الاولاد ويكفى ما عوضنى الله بهم وفعلا قررت ذلك ولكن بداخلى خائفه من اندم على ضياع فرصتى فى ان يكون لى اسره واولاد من دمى ومرت الايام وهو يحاول اقناعى مره ان اتركهم بدار ايتام ومره بان نضعهم فى مدارس دخلى ونزورهم من وقت لاخر وللكنى رفضت ابعادهم عنى باى صوره حتى ياس منى ولم يعد يكلمنى فى الامر مره اخرى حتى جائنى يوم وقال لى انى سمعت ان جرتك اللى فى الشقه اللتى امامك دى هتسيب الشقه وهتنقل وان الشقه معروضه للبيع فقولت له ايوه بس ده علقته ايه بالموضوع فقال لى ناخذها ونتزوج فيها وهم يعيشون فى شقتهم هذه ومن ايجار شقتك ومرتبك من شغلك تصرفى عليهم واديهم مش هيبقوا بعيد عنك يعنى هتقدرى تبشريهم من وقت للتانى بس بشرط انا مشعاوز اى تقصير من ناحيتك ناحية بيتك بسبب اهتمامك بيهم فقولت له وانا موافقه واوعدك انك لا تشعر بالامر تماما وها قد وافقت ووافق وراينا ان هذا انسب امر  وسوف يتم حفل زفافنا قريبا والحمدلله فقد وجدت ان معظم ارائكم قريبه من هذا الحل وهذا طمئن قلبى كثيرا ادعوا لى ان يعيننى الله على هذه المسؤليه وان اوفى بعهدى على اكمل وجه. اشكركم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لابد ان يقع فى حبي

الحيره